بيانات ومواقف
صادر عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في ذكرى الثامن من آذار

8/2012

في الثامن من آذار يجدد العالم احتفاله بيوم المرأة العالمي، بصفتها مناسبة اقر العالم من خلالها بدور المرأة وبقدراتها وإمكاناتها وحقها في التمتع بحقوقها الإنسانية، كما يجدد المجتمع الحر مطالبه بتجسيد السياسيات والتشريعات المتعلقة بحقوق المرأة، واتخاذ الإجراءات والتدابير التي تكفل إعمال هذه الحقوق، وذلك على قدم المساواة مع الرجل، وبما ينسجم مع ما أشار إليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أكد على انه "يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق".

وفي مجتمعنا الفلسطيني الذي يخوض صوراً مختلفة للتحرر، لا زالت المرأة الفلسطينية في طليعة المناضلات من اجل تحقيق الكرامة والحرية والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي الذي يجسد انتهاكاً مستمراً لقيم ومعايير ومبادئ حقوق الإنسان، حيث تأتي هذه المناسبة فيما تخوض الأسيرة هناء الشلبي إضراباً عن الطعام رفضاً للسياسات الإسرائيلية  في الحرمان التعسفي من الحرية والمتمثلة في الاعتقال الإداري، وإنكار الحق في محاكمة عادلة، وفي هذه المناسبة تناشد الهيئة المجتمع الدولي الذي يحتفل  بالثامن من آذار القيام بدورة والتدخل لإنهاء معاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار هذه الذكرى فرصة إضافية لفضح ممارسات الاحتلال أمام العالم الحر الذي يرنو إلى تمكين المرأة من نيل حقوقها.

تأتي ذكرى الثامن من آذار ولا زالت المرأة في مجتمعنا الفلسطيني النازف تعاني من عدة تحديات بسبب  الفهم والتطبيق الخاطئ للعادات والتقاليد التي تحدد للمرأة أدورا تقليدية في المجتمع، الأمر  الذي ينتقص من حقيقة إمكانيات المرأة وقدراتها على المشاركة في إدارة دفة الحياة على قدم المساواة مع الرجل، وفي إدارة الشؤون العامة وفي دفع عملية التنمية بكافة أبعادها.

إن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وفي ذكرى الثامن من آذار تؤكد على ضرورة وضع حدٍ لمعاناة المرأة التي يسببها الاحتلال والانقسام والاعتبارات الاجتماعية الخاطئة، وتدعو إلى تمكين المرأة والتمتع بحقوقها الإنسانية كاملة دون تمييز على أساس الجنس، والتمتع بالحقوق والحريات العامة التي أكد عليها القانون الأساسي الفلسطيني ووثيقة إعلان الاستقلال، وبذل الجهود لإعمال سياسات وتشريعات فلسطينية تستند إلى المساواة وعدم التمييز، خاصة في مجال قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات، وتبني سياسات وتشريعات لحماية المرأة من العنف.

وفي هذه المناسبة تتوجه الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لنساء فلسطين بأجمل التهاني بهذه المناسبة، متمنية أن تعاد عليهن وقد زال الاحتلال، في ظل دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بها المرأة الفلسطينية بكامل حقوقها الاجتماعية والقانونية والسياسية والثقافية والاقتصادية دون تمييز.