التقرير الشهري حول

الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات

في فلسطين - حزيران  2025

استمرت الانتهاكات الداخلية خلال شهر حزيران من العام 2025 بوتيرة متفاوتة، يبرز هذا التقرير أهم الانتهاكات التي رصدتها الهيئة، وقد خلصت الهيئة من مجمل ما رصدته من انتهاكات إلى ما يلي:

تفاصيل الانتهاكات

أولاً: انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الشخصية

رصدت الهيئة 22 حالة وفاة خلال الفترة التي يغطيها التقرير. حالتان منها في الضفة الغربية، 20 في قطاع غزة. توزعت كالتالي،19 حالة وفاة وقعت في ظروف غامضة، واحدة منها في الضفة و18 في القطاع. حالتا وفاة وقعت نتيجة الشجارات العائلية والقتل الخطأ وقعت جميعها في قطاع غزة. وحالة وفاة واحدة وقعت نتيجة عدم اتباع معايير السلامة العامة في الضفة الغربية.

توضيح لحالات الوفاة

1.   الوفاة في ظروف غامضة

بتاريخ 8/6/2025 توفي الطفل (م. ا) 5 أعوام، من بلدة شيوخ العروب بمحافظة الخليل جراء اختناقه غرقاً، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فقد توفي الطفل نتيجة غرقه في برميل ماء في مزرعة العائلة. حضرت الشرطة إلى المكان وتم فتح تحقيق من قبل النيابة والشرطة ولا يوجد شبهة جنائية.

- بتاريخ 8/6/2025 وصل المواطن (م. ا) جثة هامدة المجمع الشفاء الطبي نتيجة اصابته بآلة حادة (سكين) أدت لوفاته، ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فقد توفي المواطن المذكور نتيجة طعنه بالسكين أثناء تنظيمه لطابور تكية الطعام خاصة للنازحين في مدينة غزة.

 - بتاريخ 19/6/2025، قتل المواطن (م. ع) بينما كان عائداً بسيارته للمنزل الواقع في دير البلح شارع أبو عريق برفقة صديقيه (أ. أ) و(م. أ)، وبمجرد توقفه باب المنزل، حضر جيب  أبيض توسان وأغلق الطريق أمام السيارة وتم إطلاق النار عليها من قبل شخص في الكرسي الخلفي وترجل ثلاثة ملثمين وواصلو إطلاق النار على القتيل الذي تمكن قبل وفاته من الزحف داخل المنزل، حيث لاحقه مطلقو النار، واستولوا على مسدس ونقود وجوالات من داخل السيارة. تم نقله بواسطة سيارة خاصة لمشفى أطباء بلا حدود بالجيكا، وبعد نصف ساعة تم الإعلان عن وفاته ونقل جثمانه لقسم الطب الشرعي في مستشفى ناصر. تتهم العائلة عناصر من وحدة سهم بالحادثة. وسبق وتعرض القتيل لعدة حوادث اعتداء وإطلاق النار على خلفية اتهامات وجهت له بارتكاب جرائم السرقة.

- بتاريخ 11 /6/ 2025 أثناء توجه عدد من العاملين في شركة الخزندار بحافلتهم في شارع الإسطبل بمنطقة المواصي في خانيونس لمكان عملهم لدى شركة محلية متعاقدة لتوريد عمال لشركة غزة الإنسانية، وفق الآلية الإسرائيلية، تم اعتراض الحافلة من قبل مجموعة مسلحة أطلقت النار على من بداخلها وأنزلوهم بالقوة وجردوهم من بعض ملابسهم، وتم تقييدهم والاستيلاء على جوالاتهم وهوياتهم ومتعلقاتهم الشخصية، والاعتداء عليهم بالضرب، قبل أن يطلقوا النار على أرجل عدد منهم دون أي تحقيق أو سؤال قانوني، بل واتهامهم بالعمالة، ما شكّل تحريضًا علنيًا ضدهم، وبالتالي اعتداء عدد من المواطنين عليهم وهم ينزفون أرضاً.

تم نقلهم بعد نحو ساعتين لمشفى ناصر بخانيونس والاعتداء عليهم مرة أخرى وتأخير تقديم العناية الطبية لهم، ما أدى لوفاة عدد منهم لاحقًا متأثرين بجراحهم. وبلغت الحصيلة مقتل 12 مواطنًا، وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، عرف منهم (أ. ا)، (م. ج)، (م. ا)، (م. ا)، (م. ا)، (س. ا)، (إ. ا)، (ف. ح)، (أ. م)، (ع. أ).

 أصدرت الهيئة بياناً في حينه وطالبت التحقيق بالحادث وعرض نتائجه.

 - بتاريخ 23/6/2025 وصل المواطن (إ. أ) 52 عاماً، جثة هامدة لمجمع الشفاء الطبي نتيجة الاعتداء علية من قبل مجهولين بهدف السرقة، وتم تحويل الجثمان لدائرة الطب الشرعي. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن المواطن المذكور من حي الصبرة بمدينة غزة وكان بحوزته مبلغ مالي 75،000 شيكل ومسدس ودراجة هوائية وهواتف نقالة عدد 2. تم فتح تحقيق من قبل نقطه الشرطة المتنقلة بمنطقة الصبرة، وجاري اتباع الإجراءات القانونية. وأصدرت العائلة بياناً تطالب فيه بالقصاص.

2.   الوفاة نتيجة الشجارات العائلية والقتل الخطأ

·      بتاريخ 16/6/2025 وعند 9:30 مساءً أعلنت عائلة (أ) في محافظة خانيونس مقتل المواطن (ك. ا) 48 عاماً متزوج وأب لثلاثة أطفال على خلفية ثأر قديم. بتاريخ 16/6/2025 وعند العاشرة صباحاً تم استدراجه خلال تواجده في منطقة مواصي خانيونس واختطافه ونقله لجهة مجهولة، وعند التاسعة من مساء اليوم ذاته، ألقت سيارة جيب جثمانه بالقرب من منطقة نزوحه (العطار)، ثم نقل الجثمان لمجمع ناصر الطبي في خانيونس، وتبين اصابته بعدة أعيرة نارية (عيار ناري في العين اليسرى، عيار ناري في العين اليمني، عيار ناري في مقدمة الرأس، وعياريين ناريين في الصدر، بالإضافة إلى جروح غائرة في البطن). أعلنت عائلة (ب) مسؤوليتها عن الحادثة لثأر قديم وقع في العام 2003، وقد صدر حكم بالإعدام بحق المواطن (ك. ا) في حينه.

·      بتاريخ 30/6/2025 وصلت للمشفى المعمداني بغزة جثة الشاب (ي. ر)، 22 عاماً إثر إصابته بأعيرة نارية نافذة أدت لوفاته، وقد تم نقلة الي مجمع الشفاء الطبي لدي قسم الطب الشرعي. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الهيئة يوجد خلاف  بين عائلتي (ر) و(ق) وبينهما نسب. حضر أحد أفراد عائلة (ق) لمنطقة الشمعة بغزة  محل بلياردو  تواجد فيه الضحية وحدث خلاف، ومن ثم تم اغلاق باب المحل  وكان يتواجد بالخارج (ف. ق) وبحوزته سلاح ناري كلاشنكوف أطلق عدة أعيرة نارية على باب المحل وهو مغلق، ومن ثم غادر المكان وتجمع  المواطنون وفتحوا باب المحل ليجدوا (ي. ر) ملق على الأرض وقد فارق الحياة نتيجة اصابته بطلقات نارية. إثر الحادث توجه مختار عائلة (ق) إلى  مختار عائلة (ر) وتم وضع وجه لمدة 3 أيام، وأن العائلة تسعي للسلم الأهلي والالتزام بالقانون وتسليم مطلق النار للجهات المختصة.

3.   الوفاة نتيجة عدم اتباع معايير السلامة العامة

·      بتاريخ 20/6/2025 توفي الفتى (م. ا) 15 عاماً من مدينة يطا بمحافظة الخليل بعد غرقه في مسبح متنزه السعادة بالمدينة. حضرت الشرطة للمكان وفتحت تحقيقاً في الحادث.

4.   الإصابة نتيجة سوء وفوضى السلاح

·      بتاريخ 1/6/2025 وعند الساعة الرابعة والنصف عصراً في منطقة الشعبية بالقرب من مفترق السامر بمدينة غزة نفذت مجموعة تابعة لوحدة السهم الثاقب (سبعة أفراد مسلحين) حملة أمنية ضد بائعي الطحين بهدفهم ضبط الأسعار واعتماد تسعيرة للبائعين، مطالبين بيع الكيلو الواحد من الطحين بسعر20 شيكلاً، أحد البائعين ينتمي لعائلة (د) رفض ذلك بحجة أن تكلفة الكيلو عليه أكثر من 50 شيكلاً، وحدثت مشادة كلامية وأطلق أحد أفراد المجموعة الرصاص بشكل مباشر على أقدام اثنين من عائلة (د). تم نقلهم للمشفى المعمداني بمدينة غزة.

·      بتاريخ 16/6/2025 حضرت قوة تابعة لوحدة السهم الثاقب بزي مدني ولثام على الوجه مكونه من سبعة أفراد لمنزل المواطن (ح. ا) 34عاماً، بحي الشجاعية بمدينة غزة، عرفوا بأنفسهم واقتادوه لشارع المحكمة، أطلقوا عليه عدة أعيرة نارية وأصيب بقدمه اليمنى، جرى تصويره واتهامه بالخيانة والسرقة وأنه من قطاع الطرق وممن يعتدون على ممتلكات المواطنين، ومدمن حشيش. تم تركه بالمكان وتلقى الإسعاف من ذويه.

·      بتاريخ 24/6/2025 خلال تواجد المواطن (أ. ا) 26 عاماً من سكان بيت لاهيا ونازح في مدينة غزة  بمنطقة الجندي استوقفه ثلاثة أشخاص مسلحين وبزي مدني وعرفوا عن انفسهم انهم يتبعون لأحد الفصائل، وقاموا بمصادرة هاتفه واقتياده الى مكان مجهول حيث كان يتواجد هناك 15 شخصاً آخر منهم، ومن ثم تم تقييد يديه  وتعصيب عينيه، وانهالوا عليه بالضرب على أنحاء الجسد وتوجيه الشتائم له، وخلال ذلك كان يتم التحقيق معه حول المسيرات التي كانت تجري في منطقة بيت لاهيا قبل أشهر، وتم اجباره على تسجيل مقطع فيديو يتهم فيه جهات محددة بتمويل الحراك، ومن ثم تم نقله  لمكان آخر وضربه بواسطة احجار باطون على قدميه مما أدى  لكسور واصابات بليغة بها، وتركه ينزف إلى أن تم نقله لمشفى الشفاء.

·      بتاريخ 29/6/2025 بينما كان المواطن (م. ح) 31 عاماً، جالساً أمام منزله مقابل برج الوحدة بمدينة غزة قيل منتصف الليل، انهالت عليه مجموعة من الملثمين (15) فرداً، بالضرب بواسطة عصي غليظة على ساقيه وذراعيه، وبحجر باطون على ساقيه ما أدى لكسور بليغه في قدميه، تركوه ملقى في الشارع. حضر اخوته للمكان ونقلوه لمشفى الشفاء بسيارة مدنية. وعند سؤال المواطن عن المعتدين، أفاد للهيئة بأنهم من وحدة السهم الثاقب.

·      بتاريخ 16/6/2025 تعرض المواطن (ف. ا) 38 عاماً للاعتداء من قبل سبعة ملثمين، عندما كان يمشي ليلاً بجوار بوظة كاظم في الرمال برفقة عشرة شباب،  أوقفهم ملثمون من وحدة السهم الثاقب، حسب ادعاء المواطن، وانهالوا عليهم بالضرب جميعاً بمواسير، وتلقى ضربات في رأسه وصدره والساعد الأيسر وفي الركبة اليمنى، تركوه ملقى على الأرض وتعرف عليه أحد المارة وهاتف عائلته وجرى نقله بسيارة مدنية لمشفى الشفاء الطبي.

5.   التعذيب أثناء التوقيف – المعاملة القاسية والمهينة. تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير 18 شكوى  تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة، 15 منها في الضفة الغربية سجلت 3 منها ضد جهاز الشرطة، و شكوى واحدة ضد جهاز المخابرات العامة، و2 شكوى ضد جهاز الوقائي، و2 شكوى ضد جهاز الاستخبارات 7 شكاوى ضد وزارة الداخلية، اللجنة الأمنية المشتركة، و 3 شكاوى ضد وزارة الداخلية في قطاع غزة.

أولاً: انتهاك الحق في إجراءات قانونية عادلة: ويشمل هذا الحق الاعتقال التعسفي والاعتقال على خلفية سياسية والتوقيف على ذمة المحافظين.

الاحتجاز التعسفي ولأسباب سياسية. تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير في الضفة الغربية 43 شكوى

تركزت حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً.

 أما التوقيف على ذمة المحافظ  فخلال الفترة التي يغطيها التقرير، تلقت الهيئة 22 شكوى من محافظة طولكرم والموقوفين لدى اللجنة الأمنية بمدينة أريحا.

ثانياً: الاعتداء على الأشخاص والممتلكات

·      بتاريخ 23/6/2025 تم اقتحام منزل المواطن (ص. ع) سكان مدينة غزة، من قبل مجموعات مسلحة وملثمة تستقل مركبات تحمل شعار شركة أمجاد الأمنية، تم مصادرة بعض مقتنيات المنزل وإطلاق النار على المنزل دون وقوع اصابات بالمكان. وشركه أمجاد جروب للخدمات الأمنية واللوجستية مديرها(م. ع). يوجد خلاف عائلي بين صاحب الشركة ووالده الذي أعلن براءته من ولده بتاريخ 17/5/2025 لخلاف عائلي.

·      بتاريخ 28/6/2025 اعتدى عدد من أفراد إحدى العائلات في مدينة خانيونس بالسلاح على مجمع خانيونس الطبي واقتحموه وأطلقوا النار بداخله ما أدى إلى اتلاف بعص مرافق المجمع وحالة من الهلع والخوف بين المرضى والطواقم الطبية، وهدد حياة المرضى والمدنيين وسلامتهم.

·      بتاريخ 30/6/2024، تم الاعتداء بالضرب على طبيب في مجمع فلسطين الطبي- قسم الطوارئ بمدينة رام الله، حين طلب الطبيب من مرافقي إحدى المريضات اخلاء الغرفة ليتمكن من  معاينة  والدتهم المريضة فاعتدوا عليه بالضرب، الطبيب يعاني من انتفاخ في وجهه. حضرت الشرطة وأجرت تحقيقاً رسمياً.

ثالثاً: الحق في التنقل والسفر

تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير 4 شكاوى من قطاع غزة بشأن امتناع وزارة الداخلية في رام الله عن اصدار جواز السفر بوجه غير قانوني.

رابعاً: انتهاك الحق في تنفيذ قرارات المحاكم

 استمر جهاز المخابرات العامة باحتجاز 17 مواطناً بشكل تعسفي رغم صدور قرار قضائي بالإفراج عنهم، ما زالوا محتجزين في سجن المخابرات المركزي في مدينة أريحا.

وقد تلقت الهيئة عدداً من الشكاوى بشأن عدم تنفيذ قرارات المحاكم بالإخلاء خلال الشهور السابقة ومازالت تلك القرارات غير تنفيذية وأصحابها ما زالوا موقوفين لدى اللجنة الأمنية في مدينتي نابلس وأريحا.

انتهى